من طرف المصافحة عقب
الصلاة
الصلاة
الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما
بعد:
أولاً:
تعريف المصافحة:
في
اللغة: المُصَافَحَةُ والتَّصَافُحُ الأخذ باليد([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وفي الاصطلاح: وَضْعُ أَحَدِ الْمُلاقَيْنَ بَطْنَ
كَفِّهِ عَلَى بَطْنِ كَفِّ الآخَرِ إلَى آخِرِ السَّلامِ أَوْ الْكَلام([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])ِ، وقيل: هي
مُفاعَلة من إِلصاق صُفْح الكف بالكف، وإِقبال الوجه على الوجه.([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
حكم المصافحة:
الأصل في المصافحة عند اللقاء بين المسلمين أنها سنة لأن
النبي - عليه الصلاة والسلام - كان يصافح أصحابه - رضوان الله عليهم - إذا لقيهم،
وكانوا إذا تلاقوا تصافحوا فعن أنس قال: (( كان أصحاب النبي - صلى
الله عليه وسلم - إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
ولا خِلاَفَ فِي أَنَّ الْمُصَافَحَةَ حَلالٌ لِقَوْلِهِ
- عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسلام -: ))تَصَافَحُوا
تَحَابُّوا([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])))، وَرُوِيَ عَنْهُ - عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -
أَنَّهُ قَالَ: ((إذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَصَافَحَهُ
تَنَاثَرَتْ ذُنُوبُهُ))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])، وَلأَنَّ النَّاسَ يَتَصَافَحُونَ فِي سَائِرِ
الأعْصَارِ فِي الْعُهُودِ وَالْمَوَاثِيقِ فَكَانَتْ سُنَّةً مُتَوَارَثَةً([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])، وقال الإمام
النووي - رحمه الله -: "أنها سنة عند التلاقي للأحاديث الصحيحة، وإجماع الأئمة"([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
أقوال العلماء في المصافحة عقب
الصلاة:
قال بعض العلماء:
أنها سنة عَقِبَ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا، وَعِنْدَ كُلِّ لُقِيٍّ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وقال قوم: بكراهة المصافحة عقب
الصلاة.
وَقَدْ صَرَّحَ بَعْضُ
عُلَمَائِنَا وَغَيْرُهُمْ بِكَرَاهَةِ الْمُصَافَحَةِ الْمُعْتَادَةِ عَقِبَ
الصَّلَوَاتِ مَعَ أَنَّ الْمُصَافَحَةَ سُنَّةٌ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])، وما ذاك إلا
لكونها لم تؤثر في خصوص هذا الموضع، فالمواظبة عليها فيه توهم العوام بأنها سنة
فيه، ولذا منعوا عن الاجتماع لصلاة الرغائب التي أحدثها بعض المتعبدين لأنها لم
تؤثر على هذه الكيفية في تلك الليالي المخصوصة، وإن كانت الصلاة خير موضوع.([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
وتكره المصافحة بعد أَداء الصّلاة بكل حَال، لأَنَّ
الصَّحَابَةَ - رَضِيَ الله تعالى عنهم - مَا صافحوا بعد أَداء الصَّلاةِ،
وَلأَنَّهَا مِنْ سُنَنِ الرَّوَافِضِ أ. هـ، ثُمَّ نَقَلَ عَنْ ابْنِ حَجَرٍ عَنْ
الشَّافِعِيَّةِ أَنَّهَا بِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ لا أَصْلَ لَهَا فِي الشَّرْعِ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])، وَأَنَّهُ
يُنَبَّهُ فَاعِلُهَا أَوَّلاً، وَيُعَزَّرُ ثَانِيًا، ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ
الْحَاجِّ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ فِي الْمَدْخَلِ إنَّهَا مِنْ الْبِدَعِ،
وَمَوْضِعُ الْمُصَافَحَةِ فِي الشَّرْعِ إنَّمَا هُوَ عِنْدَ لِقَاءِ الْمُسْلِمِ
لأخِيهِ، لا فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ، فَحَيْثُ وَضَعَهَا الشَّرْعُ يَضَعُهَا،
فَيُنْهَى عَنْ ذَلِكَ وَيُزْجَرُ فَاعِلُهُ لِمَا أَتَى بِهِ مِنْ خِلافِ
السُّنَّةِ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) أ.هـ.
وسئل عز الدين عن المصافحة عقب صلاة الصبح والعصر
أمستحبة أم لا؟
فأجاب: المصافحة
عقب صلاة الصبح والعصر من البدع، إلا لقادم يجتمع بمن يصافحه قبل الصلاة، فإن
المصافحة مشروعة عند القدوم.([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
وأما المصافحة فسنة عند التلاقي سواء فيه الحاضر والقادم
من سفر، والأحاديث الصحيحة فيها كثيرة جداً، وأما ما اعتاده الناس من المصافحة بعد
صلاتي الصبح والعصر فلا أصل لتخصيصه، لكن لا بأس به، فإنه من جملة المصافحة، وقد حث
الشرع على المصافحة، وجعله الشيخ الإمام أبو محمد بن عبد السلام من البدع
المباحة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])، ثم قال الإمام النووي - رحمه الله - عقب هذا
الكلام كما في المجموع: هذا الذي قاله حسن، والمختار أن يقال: إن صافح من كان معه
قبل الصلاة فمباحة كما ذكرنا، وإن صافح من لم يكن معه قبل الصلاة عند اللقاء فسنة
بالإجماع.([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
الترجيح:
من حيث أصل المصافحة فهي مشروعة بين المسلمين خاصة عند
اللقاء، أما بعد الصلاة فلم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن الصحابة
الكرام - رضي الله عنهم -، فهي أمر محدث، وكل محدثة بدعة، وقد سئل العلامة ابن باز
- رحمه الله - عن حكم المصافحة بعد الصلاة فقال: أما ما يفعله بعض الناس من
المبادرة بالمصافحة بعد الفريضة من حين يسلم التسليمة الثانية فلا أعلم له أصلاً،
بل الأظهر كراهة ذلك لعدم الدليل، ولأن المصلي مشروع له في هذه الحال أن يبادر
بالأذكار الشرعية التي كان يفعلها النبي - عليه الصلاة والسلام - بعد السلام من
صلاة الفريضة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مختار الصحاح (1/375).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حاشية الصاوي على الشرح الصغير
(11/278).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لسان
العرب (2/512)؛ تاج العروس (1/1666)؛ النهاية قي غريب الأثر
(3/67).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المعجم
الأوسط للطبراني (1/37) رقم (97)، ولم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا عبد السلام بن
حرب تفرد به يحيى الجعفي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لم أجده بهذا الفظ لكن رواه مالك في الموطأ (5/1334)
برقم (3368) بلفظ: ((تَصَافَحُوا يَذْهَبْ الْغِلُّ، وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا؛
وَتَذْهَبْ الشَّحْنَاءُ))؛ جامع الأحاديث (11/271) برقم (10760) بلفظ: ((تصافحوا
فإن المصافحة تذهب بالشحناء، وتهادوا فإن الهدية تذهب الغل)) وفيه ضعف، وقال الإمام
المنذري: معضل، وقد أسند من طرق فيها مقال. الترغيب والترهيب (3/375)؛ وضعفه
الألباني في السلسلة الضعيفة برقم(1766).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لم أجده بهذا الفظ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع
(10/493).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المجموع
(4/633).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] درر
الحكام شرح غرر الأحكام (2/149)؛ مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر (2/59)؛ حاشية
الطحاوي على المراقي (2/527).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رد المحتار (6/373).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حاشية رد المحتار (2/255).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وكذلك الإمام النووي في المجموع
(4/633).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رد
المحتار (26/438).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل
(2/465).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] روضة
الطالبين وعمدة المفتين (4/10).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المجموع للإمام النووي (3/488).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للإمام ابن باز
(11/199).
